الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ} (10)

والاختلاف في ( وكذب بالحسنى ) على نحو الاختلاف في : ( وصدق بالحسنى ) .

وقوله : ( فسنيسره للعسرى ) أي : [ للخلة ] {[76241]} العسرى في الدنيا ، وذلك العمل بالمعاصي .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " كنا في جنازة في بقيع الغرقد {[76242]} ، [ فأتانا ] {[76243]} رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا {[76244]} حوله ومعه مخصرة {[76245]} ، فنكس رأسه ، فجعل {[76246]} [ ينكت ] {[76247]} بمخصرته ( في الأرض ) {[76248]} ، ثم قال : ما منكم من نفس منفوسة {[76249]} إلا وقد كتب مكانها من الجنة أو النار [ قيل ] {[76250]} : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ فمن كان منا من {[76251]} أهل السعادة فيصير {[76252]} إلى عمل أهل السعادة ( ومن كان منا من أهل الشقاء فيصير إلى عمل أهل الشقاء ) {[76253]} ، فقال صلى الله عليه وسلم : اعملوا ، فكل مسر ، أما أهل السعادة [ فييسرون ] {[76254]} إلى عمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاء [ فييسرن ] {[76255]} إلى عمل {[76256]} أهل الشقاء ، ثم قرأ ( فأما من اعطى واتقى ) الآيتين {[76257]} .

وقال الضحاك : للعسرى : للنار {[76258]} .

والتيسير {[76259]} إنما يكون في الخير ، وإنما جاء هنا للشر على معنى : الذي يقوم لهم مقام ( التيسير ) {[76260]} . العسرى : مثل : " فبشرهم بعذاب أليم " {[76261]} .

ومثله ما أنشد سيبويه :

تحية بينهم ضرب {[76262]}وجيع {[76263]}***

وقال الفراء : لما وقع للخير تيسير جاز أن يقع في الشر مثله ، ولا يكون ذلك إلا إذا اجتمع الخير والشر {[76264]} .


[76241]:- م: للحلة, للحالة. وانظر جامع البيان 30/222.
[76242]:-ث: الغدقد.
[76243]:- م, ث: قال فأتانا.
[76244]:- ث: فقعدنا.
[76245]:- أ: بمخصرته." والمخصرة: ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا...أو قضيب, وقد يتكئ عليه" النهاية لابن الأثير.
[76246]:- أ: وجعل.
[76247]:- م, أ: ينكث.
[76248]:- ساقط من أ.
[76249]:- أي:مولودة. انظر النهاية لابن الأثير 5/95.
[76250]:- م: وقيل.
[76251]:- أ: عن.
[76252]:- أ: فيصير.
[76253]:- ساقط من أ.
[76254]:- م: فسيسرون. ث: فسيسيرون.
[76255]:-ث: لعمل.
[76256]:- أخرجه البخاري في كتاب الجنائز, باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله, ح: 1362( الفتح3/225) وفي كتاب التفسير, سورة(و الليل إذا يغشى) باب, ( وكذب بالحسنى) ح: 4948( الفتح8/709) ومسلم في كتاب القدر, باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه.( شرح النووي على مسلم 16/195) كلاهما عن علي رضي الله باختلاف في بعض ألفاظه و انظر: جامع البيان30/223, وتفسير ابن كثير 4/554.
[76257]:- هو قول ابن مسعود في تفسير الماوردي 4/468 وزاد المسير9/150.
[76258]:- ث: والتيسر.
[76259]:- ساقط من ث.
[76260]:- ساقط من ث.
[76261]:- آل عمران: 21.
[76262]:- أ: وضرب.
[76263]:- هو شطر من بيت لعمرو بن معدي كرب, وتمامه: وخيل قد دلفت لها بخيل* تحية بينهم ضرب وجيع. وهو من البحر الوافر, وانظر كتاب:2/323 و3/50, وإعراب النحاس: 5/243.
[76264]:- انظره بمعناه في معاني الفراء:3/271.