تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة{[1]} الكوثر مكية .

الآية1 : قوله تعالى : { إنا أعطيناك الكوثر } هذا خرج مخرج الامتنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم والإنعام والإفضال ليستأدي بذلك شكره والخضوع له .

ثم اختلفوا في الكوثر : ( قال بعضهم : ){[24088]} هو الخير الكثير ، ( والخير الكثير ){[24089]} ما أعطي من النبوة والرسالة ، وما لا ينجو أحد من سخط الله تعالى إلا به ، وهو الإيمان به ، والتصديق له ، وما صيره معروفا مذكورا في الملائكة ، وما قرن ذكره بذكره ، ورفع قدره ومنزلته في جميع الخلائق ، وغير ذلك مما لا يحصى . وهو ما قال : { ورفعنا لك ذكرك } ( الشرح : 4 ) .

وقال بعضهم : نهر في الجنة . وعلى ذلك جاءت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الكوثر ، فقال : " نهر في الجنة " ( الترمذي 3359 ) أو قال ذلك من غير سؤال .

فإن ثبتت الأخبار فهو بذاك{[24090]} كفينا عن ذكره ، وإن لم تثبت الأخبار فالوجه الأول أقرب عندنا ؛ لأنه ليس في إعطائه النهر تخصيص في التشريف والعطية ؛ لأن الله تعالى وعد لأمته ما هو أكثر من هذا لما روي في الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن لأهل الجنة في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " ( البخاري3244 ومسلم 2824 ) ونحن نعلم أن هذا في الإنعام أكثر من النهر الذي وصف .

وقال بعضهم : الكوثر شيء أعطاه الله تعالى رسوله ، لا يعرف .

وأصله : أنه شيء ، خاطب به رسوله ، وهو قد عرفه ، فلا يجب أن يتكلف ( أحد ){[24091]} معرفته وتفسيره ؛ لأنه إن أخطأه{[24092]}لحقه الضرر ، وإن أصابه لم ينتفع{[24093]} به كثير نفع .

وقيل : الكوثر ، هو حرف أخذ من الكتب المتقدمة .


[1]:- في ط ع: سمح.
[24088]:ساقطة من الأصل وم
[24089]:من م، ساقطة من الأصل
[24090]:في الأصل وم: ذاك
[24091]:ساقطة من الأصل وم
[24092]:من نسخة الحرم المكي في الأصل وم: أخطأ
[24093]:من نسخة الحرم المكي: في الأصل وم: ينفع