تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ} (3)

الآية3 : وكذلك قوله تعالى : { إن شانئك هو الأبتر } يذكر أهل التأويل أن فلانا سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبتر ، فنزل أن الذي سماك أبتر ، هو الأبتر ، لا يعرفه حقيقة ؛ لأنه لم يذكر أن أحدا من أولاد الفراعنة وأعداء الرسل صلى الله عليه وسلم افتخر بأبيه ، أو أحدا من أوليائهم ( أو المنتمي إليهم افتخر بهم ){[24100]} وافتخر أولاد{[24101]} أولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حتى يتعينوا بذلك في ما بينهم .

يقول : { إن شانئك هو الأبتر } أي معاديك ومبغضك ، هو الأبتر دونك ، أو يقول : أعداؤك ، هم الذين يبتر ذكرهم ، وأولئك مذكورون أبدا على ما قلنا .

وأصله ما ذكرنا أنه خاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عرف ذلك ، ونحن لا نعلم في أي شيء كانت القصة ؟ وفيم نزلت الآية ؟ والله ورسوله أعلم .

قال أبو عوسجة : الشانئ المبغض ، يقال : شنأته أبغضته ، والأبتر ، هو الذي لا ولد له ذكرا ، ولا عقب له .

وفي قوله تعالى{ إن شانئك هو الأبتر } بشارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالغلبة عليهم ، والقهر لهم ، والنصرة عليهم ، وإظهار دين الله تعالى في البلاد والآفاق ، إذ أخبر أن الذي عاداه ، وباغضه ، هو المنقطع والأبتر ، لا هو ، والله المستعان .


[24100]:في الأصل وم: المتمين بهم
[24101]:ساقطة من م