تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ} (7)

وقوله تعالى : { ويمنعون الماعون } قال ابن عباس رضي الله عنه : " هو الزكاة " ( الحاكم في المستدرك2/536 ) رواه ابن الزبير وعكرمة ومجاهد عنه . وروي عن علي رضي الله عنه : " هو الزكاة " ( الحاكم في المستدرك2/536 ) . وعن ابن عباس رضي الله عنه في رواية أخرى : " هو العارية " ( الحاكم في المستدرك 2 / 536 ) . وعن ابن عمر قال : " هو الذي لا يعطي حقه ، وهو الزكاة " ( ابن جرير الطبري في تفسيره 30 / 315 .

وروي عن علي رضي الله عنه في رواية : " الماعون : منع القدر والدلو والفأس " ( الطبراني في الأوسط : 1495 ) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه مثله . وكذا عن ابن عباس في رواية أخرى . وقال أبو عبيدة : كل ما فيه منفعة ، فهو الماعون . وعن ابن عباس رضي الله عنه ( أنه ){[8]} قال : " ما جاء هؤلاء{[9]} بعد " ( ابن جرير الطبري في تفسيره 30 / 319 .

فإن كان ذلك على العواري فالمعنى منها ذم البخيل ، وأشده منع القرض .

وجائز أن يكون الماعون كل معروف ، وكل ما يعان ( به ){[10]} ، يدخل في ذلك الزكاة وغيرها ، ففيه ذكر بخلهم وشحهم ، ومنع الحق من المستحق .

قال أبو عوسجة : { يدع اليتيم } أي يضرب ، ويدفع في قفاه ، يقال : دع يدع دعا ، فهو داع ومدعوع .

وقال القتبي : { يدع اليتيم } أي يدفعه ، في قوله تعالى : { يوم يدعون إلى نار جهنم دعا } ( الطور : 13 ) أي يدفعون .

وقال أبو عوسجة : { ولا يحض } لا يحرض ، ولا يحث { ساهون } غافلون .

وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه ( لاهون ) ، وكذلك في حرف أبي رضي الله عنه . والله أعلم بحقيقة ما أراد .


[8]:- في ط ع: الحق.
[9]:- في ط م: ليكون.
[10]:-في ط ع: نقصانا.