تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة{[1]} النصر .

مكية{[2]}

الآية1 : قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح } قال عامة أهل التأويل : إن قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح } هو مكة ، والنصر الذي نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة .

قال أبو بكر الأصم : هذا يحتمل ؛ لأن فتح مكة كان بعد الهجرة بثماني سنين ، ونزول هذه السورة كان بعد الهجرة بعشر سنين ، ولا يقال للذي قضى { إذا جاء نصر الله والفتح } ، ولكن أراد سائر الفتوح التي فتحها له ، أو كلام نحو هذا .

ولكن يحتمل أن يكون قوله : { إذا جاء نصر الله } بمعنى إن جاء . وجائز ذلك في اللغة ، وفي{[24118]} القرآن كثير : ( إذا ) مكان ( إن ) . فإن كان على هذا فيستقيم حمله على فتح مكة على ما قاله أولئك ، أو ( أن ){[24119]} يكون قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح } أي قد جاء نصر الله ، أي أن يكون أراد بما ذكر من النصر والفتح الفتوح التي كانت له من بعد حين دخل الناس في دين الله أفواجا على ما ذكرنا .

وقوله تعالى : { نصر الله } أي عون الله وخذلانه لأعدائه ، أو أن يكون قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح } هو{[24120]} فتوح الأمور التي فتحها الله تعالى عليه من تبليغ الرسالة إلى من أمر تبليغها إليهم ، والقيام بالأمور التي أمره أن يقوم بها ، فتح تلك الأمور عليه ، وأتمها .

فإن كان على هذا فتصير فتوح تلك الأمور له نعيا بالدلالة على ما قاله أهل التأويل : إنه نعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ، وجهة الاستدلال الوجوه التي ذكرنا .


[1]:- في ط ع: سمح.
[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.
[24118]:الواو ساقطة من الأصل
[24119]:ساقطة من الأصل وم
[24120]:في الأصل وم: هي