الآية6 : وقوله تعالى : { لكم دينكم ولي دين } يحتمل وجهين{[24108]} :
أحدهما : لكم جزاء دينكم ، ولي الجزاء ديني الذي دنت .
والثاني : على المنابذة والإياس : لكم ما اخترتم من الدين ، ولي ما اخترت ، لا يعود واحد منا إلى دين الآخر . وكان قبل ذلك يطمع كل فريق عود الفريق الآخر إلى دينهم الذي هم عليه .
وقوله تعالى : { قل يا أيها الكافرون } { لا أعبد ما تعبدون } ليس على الأمر ( على ما ذكرنا في سورة الإخلاص المعوذتين ؛ إذ لو كان على الأمر للزم{[24109]} أن يقول كل واحد منا لكل كافر ذلك . فإذا لم يلزم دل أنه ليس على الأمر ){[24110]} .
وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : قل للذين / 655 ب/ كفروا : { لا أعبد ما تعبدون } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { ولا أنا عابد ما عبدتم }{[24111]} { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { لكم دينكم ولي دين } .
وعنه أنه قال : من قرأ هذه السورة فقد أكثر ، وأطنب .
وفي حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل : " إذا قربت إلى فراشك فاقرأ : { قل يا أيها الكافرون } فإنه براءة من الشرك " ( الترمذي 3403 ) .
وأهل التأويل يقولون : إن سبب نزول هذه منابذته إياهم أن رهطا من قريش قالوا : يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هلم ، فلتعبد ما نعبد ، واعبد ما نعبد نحن ، فيكون أمرنا أمرا واحدا ، فنزلت هذه السورة .
قال أبو عوسجة : الدين : العادة ، تقول : هذا ديني ، أي عادتي .
ثم المعنى الذي وقع عليه التكرار لهذه الأحرف عندنا أن التكرار حرف جرى الاستعمال به في موضع المبالغة والتأكيد لما قصد به من الكلام ( في أي كلام ){[24112]} كان : رجاء أو وعيدا أو غيره ، كقولهم : بخ بخ ، والويل ( الويل ){[24113]} ، وهيهات هيهات ، وغير ذلك ، فكذلك في هذا الموضع لما وقع الإياس من إيمانهم بالله تعالى بما علم النبي صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أنهم لا يؤمنون ، كرر هذا الكلام تأكيدا للإياس وإبلاغا ، والله أعلم ( والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام ){[24114]} على سيدنا محمد ( وآله وصحبه أجمعين ){[24115]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.