تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

الآيتان 4و5 : وقوله تعالى : { وامرأته حمالة الحطب } { في جيدها حبل من مسد }{[24154]} قال بعضهم : أي حمالة النميمة والحديث بين الناس ، فأوعدها الله تعالى لذلك في الآخرة بما ذكر { في جيدها حبل من مسد } وهي السلسلة ، ومنه يقال : فلان يحطب إذا أعرى .

وقال بعضهم : كانت حمالة الحطب حقيقة ، كانت تحمل الحطب الذي فيه الشوك ، وتطرحه{[24155]} في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، فأوعدها{[24156]} الله تعالى بما ذكر من حبل من مسد في الآخرة .

ومنهم من قال : إنها كانت كذلك في الدنيا ، تحمل الحطب إلى منزلها ، وكان في جيدها حبل من ليف ، فعيرها بذلك ؛ لأنها كانت تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر والحاجة .

وذكر أنها كانت تمسك في عنقها حبلا من ليف سرا من زوجها ، وذلك مما لا تتحلى بها النساء ، وليس هو من أسباب الزينة ، فأخبر الله تعالى عن سفهها وجهلها ليكون ذلك سبا وتعييرا ، مجازاة لما كانت تقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك قالت لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : أما رضي محمد أن يهجو عمه حتى هجاني ، أو قالت : حتى هجاني رب محمد ( والله اعلم بالصواب ، والحمد لله رب العالمين ){[24157]} .


[24154]:ساقطة من الأصل وم
[24155]:في الأصل وم: وتطرح
[24156]:من م، في الأصل: فأوعد
[24157]:في م: صلى الله تعالى عليه وسلم