تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ} (15)

وقوله تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ) الآية [ اختلف فيه : قال بعضهم : الآية ][ من م ، ساقطة من الأصل ] في أهل الإيمان الذين[ في الأصل وم : الذي ] عملوا الصالحات مراءاة للخلق ، يقول ( نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فيها ) [ من الذكر فيها ][ من م ، ساقطة من الأصل ] والشرف ، وما طلبوا بأعمالهم في الدنيا من المباحات [ وغيرها آتاهم ][ في الأصل وم : وغيره آتاه ] الله في الدنيا جزاء لتلك الأعمال التي عملوها ، وأبطل ما كانوا يعملون لأنهم عملوا لغير الله ، فلا يجزون في الآخرة بأعمالهم تلك . وإلى هذا يذهب ابن عباس .

وروي في بعض الأخبار «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل : ما بال العبد المعروف بالخير يشد عليه عند الموت ، والرجل المعروف بالشر يهون عليه الموت ؟ فقال : المؤمن تكون له ذنوب ، فيجازى بها عند موته ، فيقضي إلى الله في الآخرة ، ولا ذنب عليه ، والكافر يكون له حسنات ، فيجازى عند الموت ؛ يخفف عنه كرب الموت ، ثم يقضي إلى الآخرة ، وليست له حسنة »[ بنحوه السيوطي في الدر المنثور ج4/408و409 ] أو كلام نحوه .

وقال بعضهم : الآية في أهل الكفر ؛ يعملون أعمالا في الظاهر صالحة نحو التصدق على الفقراء وعمارات الطرق واتخاذ القناطر والرباطات[ من م ، في الأصل : الربات ] ، هي في الظاهر صالحة ، يقول : ( نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ ) نوف لهم جزاء أعمالهم التي عملوها في الدنيا : لا ننقص منها شيئا ، فهو ما وسع عليهم الدنيا .

وجائز أن يكون قوله : ( نوف إليهم ) أي نرد[ من م ، في الأصل : يرد ] إليهم أعمالهم التي عملوها ، فلا نقبلها[ في الأصل وم : يقبلوها ] ، ويكون إيفاء أعمالهم الرد .

وقوله تعالى : ( وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ) أي لا ينقصون ما قدر لهم من الرزق إلى انقضاء مدتهم وآجالهم بشركهم بالله .