تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ} (55)

واشهدوا أنتم أيضا بأني بريء من ذلك [ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] ( فكيدوني جميعا ) أنتم وآلهتكم في ما تدعونني من الهلاك والسوء ( ثم لا تنظرون ) أي لا تمهلوني في ذلك .

ويحتمل قوله : ( فكيدوني جميعا ) أنتم وآلهتكم جميعا [ يقول ][ ساقطة من الأصل وم ] : اعملوا أنتم وآلهتكم جميعا التي تزعمون أنها خبلتني وأخبتتني ( ثم لا تنظرون ) أي لا تمهلون . وهذا من أشد آيات النبوة لأنه يقول[ لهم ، وهو بين أظهرهم وحيدا ، فلولا أنه يقول ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ذلك لهم بقوة من الله والاعتماد له عليه والانتصار به ، وإلا ما اجترأ أحد أن يقول مثل هذا بين أعدائه .

علم أنه قال ذلك لله تعالى ، وكذلك قول رسول الله ( قل ادعوا شركاءكم ثم ) الآية[ الأعراف : 195 ] وقوله نوح ( ثم اقضوا إلي ولا تنظرون )[ يونس : 71 ] وقوله شعيب ( ويا قوم اعملوا على مكانتكم )[ الآية : 93 ] وأمثاله قالوا ذلك بين أظهر الأعداء ، ولم يكن معهم أنصار ولا أعوان . دل أنهم قالوا ذلك بالله ، وذلك من آيات النبوة .