تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ يَٰصَٰلِحُ قَدۡ كُنتَ فِينَا مَرۡجُوّٗا قَبۡلَ هَٰذَآۖ أَتَنۡهَىٰنَآ أَن نَّعۡبُدَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ} (62)

وقوله تعالى : ( قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) قال بعضهم : قولهم : ( قد كنت فينا مرجوا ) كنت ترحم الضعفاء ، وتعود المرضى ، ونحوه من الكلام ، فالساعة صرت على خلاف ذلك .

وقال بعضهم ( قد كنت فينا مرجوا ) كنا نرجو أن ترجع إلى ديننا قبل هذا الذي تدعونا إليه ، فالساعة صرت ، تشتم آلهتنا ، وتذكرها بعيب ( أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) أي ما كنا نعرف أن آباءنا عندك سفهاء من قبل هذا ، فالساعة تسفه أحلامهم في عبادتهم الأصنام ( وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) أو كانوا يذكرون هذا له احتجاجا لهم عليه في ما دعاهم إلى توحيد الله وعبادتهم إياه ، فقالوا : إنا على يقين أن آباءنا قد عبدوا هذه الأصنام ( وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) أي يريبنا أمرك ودعاؤك لنا إلى هذا الدين .

قد قيل هذا ، ولكنا لا نعلم ما كانوا يرجون فيه ، وما المعنى الذي قالوا له : ( قد كنت فينا مرجوا ) سوى أنا نعلم أنه كان مرجوا فيهم في العقل والدين والعلم والبصيرة ونحوه ؟ فكان مرجوا فيهم بالأشياء التي ذكرنا .

هذا [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] نعلم ، ولا نعلم ما على أولئك بقولهم ( قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ) والله أعلم .