وقوله تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً ) قوله : ( جاء أمرنا ) أمر تكوين لا أمر يقتضي الساعة كقوله : ( إنما أمره إذا أٍراد شيئا أن يقول له كن فيكون )[ يس : 82 ] فعلى ذلك هذا هو أمر تكوين ، وقد ذكرناه .
وقوله تعالى : ( نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ) هذا يدل أن من نجا فإنما نجا برحمة منه ، لا بعلمه .
وعلى ذلك روي في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ، قيل : ولا أنت يا رسول /242-أ/ الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته »[ مسلم2816/71 و . . و2818/78 ] لا على ما يقول المعتزلة : إن من نجا فإنما ينجو بعلمه لا برحمته .
ثم يحتمل قوله : ( برحمة منا ) [ وجهين :
أحدهما ][ في الأصل وم : وجوها ] : الرحمة ههنا [ هود أي رحمهم به حين بعثه ][ في الأصل وم : هودا أي رحمهم به حيث بعث ] إليهم رسولا ، فنجا من اتبعه . فإن كان هذا ففيه أن أهل الفترة معاقبون في حال لأنه أخبر أن من نجا فإنما نجا بهود ، فدل أنهم معاقبون قبل بعث الرسل إليهم .
والثاني[ في الأصل وم : ويحتمل ] : قوله ( برحمة منا ) أي بتوفيق منا إياهم نجا من نجا منهم .
[ وقوله تعالى ][ في الأصل وم : والثالث ] : ( وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) قال بعضهم : نجيناه من العذاب الذي أهلك هؤلاء . ويحتمل أن يكون على الوعد أي ينجيهم في الآخرة ( من عذاب غليظ ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.