تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَتِلۡكَ عَادٞۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (59)

وقوله تعالى : ( وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا ) أي وتلك أهل قرية عاد ( جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ ) والكفر[ في الأصل وم : بالكفر ] بالآيات كفر بجميع الرسل ، والكفر بواحد من الرسل كفر بالرسل جميعا ، وبالله التوفيق ؛ لأن كل واحد من الرسل ، يدعو إلى الإيمان بالله وبجميع الرسل . فالإيمان بواحد منهم إيمان بجميع الرسل والآيات ، والكفر بواحدة[ في الأصل وم : بواحد ] منها كفر بالله وبجميع الرسل .

وإنما كان الكفر بالآيات كفرا بالله لأن الله إنما يعرف من جهة الآيات ، والكفر بالآيات كفر به .

وقوله تعالى : ( واتبعوا أمر كل جبار عنيد ) قيل : أخبر أنهم اتبعوا أمر الجبابرة ، وأطاعوهم ، وتركوا اتباع الرسل ، وطاعتهم . قيل : [ الجبار ][ ساقطة من الأصل وم ] هو المتجبر الذي يتجبر على الرسل ، ويتكبر عليهم ؛ لأن الرؤساء منهم كانوا يتجبرون على الرسل ، ويتكبرون . والأتباع اتبعوا الرؤساء في عملهم .

قال أبو عوسجة : الجبار هو المتجبر ، والعنيد هو المعاند المخالف ، وقال القتبي : العنود والعنيد والمعاند المعارض لك بالخلاف عليك ، وقال أبو عبيدة : العنيد والمعاند هو الجبار .