تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (56)

وقوله تعالى : ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ) أي فوضت أمري إليه ، أو [ وكلته جميع أعمالي ][ في الأصل وم : في جميع عملي إليه ] ، أو وثقت به ، واعتمدت عليه ، فيما توعدونني من الهلاك ، أو توكلت عليه في دفع ما أوعدتموني ( ربي وربكم ) أي كيف توعدونني بآلهتكم التي تعبدون ؟ ( ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ) الآية [ الأنعام : 81 ] .

وقوله تعالى : ( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ) يميتها متى شاء . وقوله : ( آخذ بناصيتها ) أي في ملكه وسلطانه ، يقال : فلا آخذ بحلقوم فلان ، وفلان بقبضة فلان ، ليس أنه في قبضته بنفسه ، وآخذ بحلقوم فلان ، ولكن يراد أنه في سلطانه وفي ملكه وفي قبضته ( إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي على الذي أمرني ربي ، ودعاني إليه . أو يكون قوله : ( إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي إن الذي أمرني ربي ، ودعاني إليه ، هو صراط مستقيم كقوله : ( إن ربي لبالمرصاد )[ الفجر : 14 ] .

وقال أبو عوسجة : الاعتراء هو الأخذ ؛ يقال : اعترته الحمى ، أي أخذته ، وقال القتبي : الاعتراء الإصابة ؛ يقول : ( إلا اعترته ) إلا أصابك ، يقال : اعتريت أصبت ، وهو ما ذكرنا .