تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسۡقِي رَبَّهُۥ خَمۡرٗاۖ وَأَمَّا ٱلۡأٓخَرُ فَيُصۡلَبُ فَتَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِن رَّأۡسِهِۦۚ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ} (41)

وقوله تعالى : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ ) هو ما ذكرنا أنه أول رؤيا الساقي ، وعبرها على العود إلى ما كان من قبل لما رأى أنه كان يعمل على ما كان يعمل من قبل .

وعبر رؤيا الخباز بالهلاك لما رأى أنه حمل الخبز على رأسه[ في الأصل وم : الرأس ] . والخبز إذا خبز الخباز لا يجعله على رأسه . فرأى أنه قد انتهى أمره أن عمل على خلاف ما كان يعمل من قبل ( فتأكل الطير من رأسه ) فعبر أنه يصلب ( فتأكل الطير من رأسه ) لما رأى أنه حمل الخبز على رأسه ، لما كان يخبز من قبل للعباد . فلما رأى أنه خبز لغيرهم[ في الأصل وم : لغيره ] عبر أنه يصلب[ في الأصل وم : ظن ] ( فتأكل الطير من رأسه ) .

وقوله تعالى : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) قال بعض أهل التأويل : إنه لما عبر لهما رؤياهما قال الذي عبر له الصلب والقتل : لم أر شيئا ، إنما كنا نلعب ، فقال لهما يوسف : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) أن فرغ ، وانتهى . لكن هذا لا يعلم ، أقالا ذلك أم لم يقولا سوى أن فيه أنه عبر رؤياهما ؟ وكان ما عبر لهما . وقد علم ذلك بتعليم من الله إياه بقوله : ( ذلكما مما علمني ربي )[ الآية : 37 ] .