وقوله تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ) ذكر أنه رأى [ وليس فيه ذكر أنه رأى ][ من م ، ساقطة من الأصل ] في المنام . ولكن ذكر في آخره[ من م ، في الأصل : آخر ] الرؤيا . دل أنه رأى في المنام بقوله : ( أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) وفيه أن من الرؤيا ما هو حق[ من م ، في الأصل : أحق ] ، ولها حقيقة ، ومنها [ ما هو ][ ساقطة من الأصل وم ] باطل ، لا حقيقة لها ؛ لأنه قال : ( أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) ( قالوا أضغاث أحلام )[ الآية : 44 ] .
فكانت الرؤيا ، هي حق ، ولها حقيقة بتأويل عواقبها . وقوله[ في الأصل وم : و ] ( أضغاث أحلام ) لا حقيقة لها .
وقوله تعالى : ( إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ ) أما البقرات فهي[ الفاء ساقطة من الأصل وم ] ، السنون ، والسمان هي المخصبات الواسعات ( يأكلهن سبع عجاف ) العجاف هن المجدبات ( وسبع سنبلات خضر ) السنبلات سنبلات ، و( خضر ) عبارة عما يحصد ( وأخر يابسات ) عبارة عما لا يحصد .
وفيه[ الواو ساقطة من الأصل وم ] دلالة أن من الرؤيا ما تكون مصرحا [ بها مشارا ][ في الأصل : مشار ، في م : مشارا إليها ] تعرف بالبديهة ، ومنها ما تكون [ عبارة مبهمة غير مفسرة ][ في الأصل وم : كناية مبهما غير مفسر ] لا تعلم إلا بالنظر فيها والتفكر و التأمل ؛ لأنه قال : ( أرى سبع بقرات سمان ) و( سبع ) هو سبع لا غير ، و( بقرات ) هن كناية عن السنين ، وسمان كناية عن الخصب والسعة ( يأكلهن ) على حقيقة الأكل وكذلك ( سبع عجاف ) السبع هو سبع لا غير و( عجاف ) كناية عن الشدة والجدب ( وسبع سنبلات ) هن عين السنبلات ، و( خضر ) هو كناية عما يحصد ، و( أخر يابسات ) كناية عما لا يكون فيه ما يحصد .
ففيه أن من الخطاب ما يكون مصرحا [ به ][ ساقطة من الأصل وم ] مبينا مشارا إليه ، يفهم المراد منه بالبديهة وقت قرع الخطاب السمع ، ومنه ما يكون مبهما غير مفسر . فهو على وجهين :
[ أحدهما ][ ساقطة من الأصل وم ] : ما يفهم بالنظر والتفكر .
[ والثاني : لا يفهم بالبديهة ولا بالنظر والتأمل فيه والتفكر ][ من م ، ساقطة من الأصل ] إلا ببيان ، يقرن به سوى ذلك .
على هذا تخرج المخاطبات في ما بين الله وبين الخلق ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) خاطب الأشراف من قومه والعلماء بقوله : ( يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي ) على ما ذكرنا في ما تقدم أن الملأ هو اسم للأشراف منهم والرؤساء ، وهكذا العادة في الملوك إنما يخاطبون أعقلهم وأعظمهم منزلة عندهم ، وأكرم [ مثوى لهم ][ في الأصل وم : مثواهم ] .
وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) أنه إنما رأى ذلك في المنام ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( أفتوني في رؤياي ) الآية كأنه نهاهم أن يتكلفوا التعبير للرؤيا التي رآها ، إذا لم يكن لهم بها علم ، وكذلك الواجب على كل من سئل[ في الأصل وم : سأل ] عن شيء ، لا يعلم ، ألا يشتغل به ولا يتكلف علمه إذا لم يكن له به علم حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا/253-ب/ تَعْبُرُونَ ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.