تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرۡيَةٖ مِّنۡهُ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةً أَوۡ يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَقِيمٍ} (55)

الآية 55 : وقوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه }هذه الآية كالآيات التي ذكرناها في ما تقدم : من ذلك قوله : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون }{ وأما الذين في قلوبهم مرض }الآية ( التوبة 124 و 125 ) ونحوها من الآيات التي وصفت{[13180]} أهل التوحيد بالقبول لها والخضوع والإقبال إليها ، ووصفت{[13181]} أهل الكفر بالرد والتكذيب .

فعلى ذلك قوله : { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك }علم الذين آمنوا{[13182]} أن القرآن ومحمدا الحق من ربك لأنهم نظروا إليه بالتعظيم والتبجيل والخضوع له ، فأقروا به ، فزاد لهم بذلك هدى ورحمة وشفاء . وأولئك نظروا إليه بالاستخفاف والهواء والتكذيب فزاد لهم بذلك رجسا وضلالا وفسادا{[13183]} .

وقوله تعالى : { عذاب يوم عقيم }قال بعضهم : هو يوم بدر ، وقال بعضهم : هو عذاب يوم القيامة ، وهو شديد . وجائز أنه سماه عقيما لأنه لا ترجى النجاة منه ولا الخير . وكذلك سميت المرأة التي لا تلد عقيما ( لما{[13184]} ) لا يرجى منها الولد .


[13180]:في الأصل وم: وصف.
[13181]:في الأصل وم: وصف.
[13182]:في الأصل وم: أوتوا العلم.
[13183]:من م، في الأصل: وفسادة.
[13184]:من م، ساقطة من الأصل.