تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ} (28)

[ الآية28 ] ثم قال له : { اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم } لا يحتمل أن يكون سليمان أمر الهدهد بالذهاب{[14989]} بالكتاب إليها ، ويوليه تبليغ ذلك إليها ، وهو أعظم من خبره الذي أخبره بذلك [ إلا ]{[14990]} بعد ما وقف في خبره{[14991]} قبل أن يتبين ، ويظهر له صدقه في خبره . فدلت توليته إياه تبليغ الكتاب إليها أنه قد ظهر له صدقه في ما أخبره من أمر تلك المرأة إما بوحي من الله تعالى إليه ، [ وإما بما ]{[14992]} انتهى إليه من الخبر ما قدم عليم بذلك علم يقين وإحاطة . فعند ذلك ولاّه تبليغ الكتاب [ إليها حين ]{[14993]} قال له : { اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } .

وقوله تعالى : { تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } يحتمل وجهين :

أحدهما : ألق الكتاب إليهم ، ثم تول عنهم ، فانظر ماذا يقولون ؟ . وماذا يرددون في ما بينهم من الكلام والجواب ؟

والثاني : على التقديم والتأخير ؛ كأنه قال : ألق الكتاب إليهم ، فانظر ماذا يرجعون من الجواب ثم تول عنهم ، أي أعرض عنهم .


[14989]:- في الأصل وم: الذهاب.
[14990]:- ساقطة من الأصل وم.
[14991]:- في الأصل وم: خبر.
[14992]:- في الأصل وم.أو
[14993]:- في الأصل وم: إليهم حيث.