تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَانَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ تِسۡعَةُ رَهۡطٖ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ} (48)

[ الآية 48 ] وقوله تعالى : { وكان في المدينة تسعة رهط } قال بعضهم : الرهط إنما يقال : من ثلاثة إلى تسعة ، وإذا نقص عن ذلك ، أو زاد يقال : رجال .

وقال أبو عوسجة : الرهط : النفر ، وأراهط ورهوط جميع .

ثم يحتمل الرهط وجهين :

أحدهما : { تسعة رهط } أي تسعة نفر من الأتباع والرؤساء{[15050]} ، { يفسدون في الأرض ولا يصلحون }

والثاني : { تسعة رهط } أي{[15051]} تسعة نفر من الرؤساء ، ولكل واحد منهم رهط من الأتباع { يفسدون في الأرض ولا يصلحون } .

وجائز{[15052]} أن [ يكون ]{[15053]} هذا إخبار من الله أنهم يفسدون أبدا في الأرض ، ولا يؤمنون أبدا . وجائز أن يكون إخبارا عن حالهم ، أي يعملون الفساد والمعاصي ، ولا يصلحون ، أي لا يسعون بالصلاح .

وقال ابن عباس : إن هؤلاء التسعة كانوا من أبناء أشرافهم ، وكانوا [ في أرض حجر ثمود ]{[15054]} وكانوا فساقا ، فقال بعضهم لبعض . لنقتلن صالحا وأهله { ثم لنقولن لوليه } أي لقومه من ورثته : ما قتلناه .


[15050]:- في الأصل وم: وغيره.
[15051]:- في الأصل وم: لا
[15052]:- الواو ساقطة من الأصل وم.
[15053]:- ساقطة من الأصل وم.
[15054]:- في الأصل وم: بالحجرة، انظر جامع البيان ج19/ 172.