فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكَانَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ تِسۡعَةُ رَهۡطٖ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ} (48)

{ وكان في المدينة } التي كان فيها صالح ، وهي الحجر ، كذا قال المفسرون هنا ، وتقدم في سورة الحجر أنه واد بين المدينة والشام ، وهو ديار ثمود .

{ تسعة رهط } أي : تسعة رجال أو أشخاص من أبناء الأشراف وبهذا الاعتبار وقع تمييز للتسعة لا باعتبار لفظه ، والإضافة بيانية ، أي : تسعة هم رهط : الرهط اسم جماعة ، فكأنهم كانوا رؤساء يتبع كل واحد منهم جماعة ، وقيل : الرهط ما دون العشرة من الرجال ، وليس فيه امرأة ، وسكون الهاء أفصح من فتحها ، وهو جمع لا واحد له من لفظه ، وقيل : الرهط من سبعة إلى عشرة وما دون السبعة إلى الثلاثة نفر ، قال ثعلب : الرهط والنفر والقوم والمعشر والعشيرة معناهم الجمع ، لا واحد لها من لفظها وهو للرجال دون النساء ، وقال ابن السكيت : الرهط والعترة بمعنى ، وقال الأعصمى : الرهط ما فوق العشرة إلى الأربعين ، ونقله ابن فارس أيضا .

والجمع أرهط وأراهط ، وهؤلاء التسعة هم أصحاب قدار ، عاقر الناقة ، وكانوا عتاة قوم صالح . وقد اختلف في أسماء هؤلاء التسعة اختلافا كثيرا لا حاجة إلى التطويل بذكره ، ثم وصف هؤلاء بقوله .

{ يفسدون في الأرض ولا يصلحون } أي شأنهم وعملهم الفساد في الأرض لا في المدينة فقط ، فسادا لا يخالطه شيء من الإصلاح ، قيل : كانوا يتبعون معائب الناس ولا يسترون عوراتهم وقيل : كانوا يظلمون ولا يمنعون الظالمين .