قوله : «وكان في المدينة تسعة رهط } يعني : مدينة ثمود ، والأكثر أن يتميز ، والعدد مجرور ب «من » ، كقوله : { أَرْبَعَةً مِّنَ الطير }{[39140]} وفي المسألة مذاهب :
أحدها : أنه لا يجوز إلا في قليل .
الثاني : أنه يجوز ولكن لا ينقاس .
الثالث : التفصيل بين أن تكون للقلة كرهط ونفر ، فيجوز ، أو للكثرة فقط ، أو لها وللقلة فلا يجوز نحو : تسعة قوم{[39141]} . ونصب سيبويه على امتناع ثلاث{[39142]} غنم{[39143]} .
قال الزمخشري : وإنما جاز تمييز التسعة بالرهط ، لأنه في معنى الجمع ، كأنه قيل : تسعة أنفس{[39144]} . قال أبو حيان : وتقدير غيره{[39145]} تسعة رجال هو الأولى{[39146]} ؛ لأنه من حيث أضاف إلى أنفس كان ينبغي أن يقول : تِسع أنفس - على تأنيث النفس - إذ الفصيح فيها التأنيث ، ألا تراهم عدوا من الشذوذ قول الشاعر :
3968 - ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وثَلاثُ ذَوْدٍ{[39147]} {[39148]} *** . . .
قال شهاب الدين : وإنما أراد تفسير المعنى{[39149]} . وقال ابن الخطيب : والأقرب أن يكون المراد تسعة جمع ؛ إذ الظاهر من الرهط الجماعة لا الواحد ، ثم يحتمل أنهم كانوا قبائل ويحتمل أنهم دخلوا تحت العدد ، لاختلاف وصفهم وأحوالهم ، لا لاختلاف النسب{[39150]} .
قوله : «يُفْسِدُونَ » يجوز أن يكون نعتاً للمعدود أو{[39151]} العدد ، فيكون في موضع جر أو رفع{[39152]} .
قوله : «ولا يصلِحُون » قيل : مؤكد للأول ، وقيل : ليس مؤكداً ؛ لأن بعض المفسدين قد يصلح في وقت ما ، فأخبر عن هؤلاء بانتفاء توهم ذلك{[39153]} ، وهم الذين اتفقوا على عقر الناقة ، وهم غواة قوم صالح ، ورأسهم : قُدَار بن سالف ، وهو عاقر الناقة{[39154]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.