تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (40)

الآية 40 وقوله تعالى : { فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا } أي الحجارة ، وهم لوط ، وقم هود أهلكوا بالريح العاصف حين( {[15767]} ) قال : { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } [ الذاريات : 41 و 42 ] .

قال أبو معاذ : الحاصب عند العرب الريح التي فيها الزنانير ، وهي الصغار( {[15768]} ) من الحصى .

[ وقوله تعالى ] ( {[15769]} ) : { ومنهم من أخذته الصيحة } وهم قوم صالح ، وقوم شعيب( {[15770]} ) .

[ وقوله تعالى ] ( {[15771]} ) : { ومنهم من خسفنا به الأرض } [ وهم ]( {[15772]} ) قارون وأصحابه .

[ وقوله تعالى ] ( {[15773]} ) : { ومنهم من أغرقنا } [ هم ] ( {[15774]} ) قوم نوح [ وقوم ] ( {[15775]} ) فرعون .

يذكر إهلاك هذه الأمم والجبابرة لأهل مكة ولغيرهم من الكفرة ، وقد تواترت عليهم بذلك الأخبار ، وظهرت الأعلام والآثار ، ليرتدعوا عما هم عليه ، ولئلا يعاملوا رسولهم كما عامل أولئك ، فيعذبوا( {[15776]} ) كما عذب أولئك .

وقوله تعالى : { وما كان الله ليظلمهم } في تعذيبه إياهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } حين( {[15777]} ) كذبوا الرسل ، وعاندوا( {[15778]} ) آيات الله وحججه وبراهينه ، وكابروا( {[15779]} ) ، والله أعلم .

قال أبو عوسجة : قوله : { سيء بهم } [ العنكبوت : 33 ] أي اغتنم من ذلك ؛ يقال : سئت بفلان ، أساء سوءا ، فأنا مسوء . وقوله : { جاثمين } [ العنكبوت : 37 ] أي لزقوا في الأرض . [ وقوله : ]( {[15780]} ) { وكانوا مستبصرين } [ العنكبوت : 38 ] أي قد علموا ، والمستبصر العالم . وقوله : { ومنهم من أخذته الصيحة } أي صيح بهم ، فماتوا( {[15781]} ) .


[15767]:في الأصل وم: حيث.
[15768]:في الأصل وم: صغار.
[15769]:ساقطة من الأصل وم.
[15770]:أدرج بعدها في الأصل وم: وهؤلاء.
[15771]:ساقطة من الأصل وم.
[15772]:ساقطة من الأصل وم.
[15773]:ساقطة من الأصل وم.
[15774]:ساقطة من الأصل وم.
[15775]:ساقطة من الأصل وم.
[15776]:في الأصل وم: فيعذبون.
[15777]:في الأصل وم: حيث.
[15778]:في الأصل وم: وكابروا.
[15779]:في الأصل وم: وعاندوها.
[15780]:ساقطة في الأصل وم.
[15781]:أدرج بعدها في الأصل وم العبارة التالية: والعنكبوت هذه التي تغزل وهي دويبة كثيرة القوائم وعناكب جمع، والصواب إدراجها بعد: والبرد وغيره.