تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (42)

الآية 42 وقوله تعالى : { إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء } يقول( {[15787]} ) : إن الله تعالى لم يزل عالما بما يكون منهم من اتخاذهم الأصنام معبودات( {[15788]} ) ، وإنه عن علم أنشأنهم( {[15789]} ) لا عن غفلة وسهو ، لكن أنشأهم لمنافع أنفسهم ولحاجة لهم لا لحاجة ومنفعة له في إنشائه إياهم( {[15790]} ) . وهو ما قال : { إن الله لغني/406-ب/ عن العالمين } . [ العنكبوت : 6 ] وقال ههنا : { وهو العزيز الحكيم } العزيز : قيل : أنه المنيع ، وقيل : أنه الذي يذّل كل شيء دونه .

لكن العزيز عندنا ، هو الذي لا يعلو سلطانه شيء ، ولا يقهر ملكه شيء ، ويعلو سلطانه وإرادته على جميع الأشياء ، ويقهرها .

والحكم عندنا ، هو الذي لا يلحقه الخطأ في التدبير ، والله أعلم .


[15787]:في الأصل وم: والله أعلم.
[15788]:في الأصل وم: معبودا.
[15789]:أدرج بعدها في الأصل وم: ذلك.
[15790]:في الأصل وم: إياها.