تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (189)

الآية 189 وقوله تعالى : { ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير } يشبه والله أعلم أن يكون هذا جوابا لقولهم : { لقد سمع اله قول الذين قالوا إن الله فقير } ( آل عمران 181 ) أي كيف جازت{[4738]} نسبة الفقر إليه والحاجة وله ملك السموات والأرض ونسبة الغنى على أنفسكم وأنتم عبيده وإماؤه وما في يد العبد يكون لمولاه ؟ وأن يكون جوابا لقولهم { وقالوا اتخذ الله ولدا } ( البقرة 116 ) كيف يجوز أن يتخذ ولدا ، وله ملك ما في السموات وما في الأرض كلهم عبيده وإماؤه ؟ والولد في الشاهد غنما يتخذ لأحد وجوه ثلاثة : إما ل وحشة أصابته فيستأنس به وإما{[4739]} لحاجة ت بدو فيدفع به وإما{[4740]} لقهر وغلبة يخاف من عدو فيستنصر به على أعدائه ويرث ملكه إذا مات .

فإذا كان الله له ملك ما في السموات وما في الأرض يتعالى عن أن يصيبه شيء من ذلك كيف جاز لكم أن تقولوا : { اتخذ الله ولدا } ( البقرة 166 ) وكان{[4741]} الخلق كلهم عبيده وإماؤه وأنتم لا تتخذون الأولاد من عبيدكم وإمائكم ؟ كيف زعمتم أنه اتخذ ولدا من عبيده ؟

وقوله تعالى : { والله على كل شيء قدير } وهذا على المعتزلة لأنهم يقولون : لا يقدر على خلق فعل العبد وعلى قولهم غير قادر على أكثر الأشياء وهو قد أخبر { على كل شيء قدير } .


[4738]:في الأصل جاز ساقطة من م.
[4739]:في الأصل و م: أو.
[4740]:في الأصل و م: أو.
[4741]:في الأصل و م: وإن كان.