تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (191)

الآية 191 وقوله تعالى { الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم } يحتمل هذا لما جعل الله تعالى على العبد في كل حال نعمة ليست تلك في غ يرها من الأحوال نحو أن جعل القيام نعمة في قضاء حوائجه وتقلبه في تلك الحال وجعل القعود راحة له عند الإعياء كذلك الاضطجاع فاستأداهم بالشكر له في كل نعمة على كل حال من تلك الأحوال ومدحهم على ذلك إذا فعلوا .

ويحتمل أن يكون الله تعالى أمرهم أن يذكروه في كل حال : ( في حال ) {[4750]} الرخاء ( والشدة وفي حال ) {[4751]} الضراء والسراء لا في ( حال ) {[4752]} دون حال على ما يفعله بعض خلقه يذكرونه في حال الشدة والضراء ولا يذكرونه في حال الرخاء واليسر ولا يذكرونه في حال ( الرخاء ويذكرونه في حال ){[4753]} الشدة والبلاء فمدح المؤمنين أنهم يذكرونه في كل حال لا على ما فعله أهل الشرك على إرادة نفس القيام ونفس القعود والاضطجاع ولكن على كل ( حال ) {[4754]} وفي كل وقت والله أعلم .

وقيل : إنه جاء في رخصة صلاة المريض يصلي قائما إن استطاع وإلا فقاعدا إن لم يستطع وإلا فمضطجعا وكذلك عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ذلك .

وقوله تعالى : { ويتفكرون في خلق السموات والأرض } إن في / 77 –أ / خلقها دليل وحدانيته { ربنا ما خلقت هذا بطلانا } أي عبثا ولكن خلقتهما دليلا على وحدانيته وشاهدا على ربوبيتك وقوله تعالى : { سبحانك } هو التنزيه والتنزيه هو إبعاده عن العيب وتبرئته منه وتطهيره مما يقول الكفار وهو حرف يقدم{[4755]} عند حاجات ترفع إليه ودعوات يدعى بها .


[4750]:من م ساقطة من الأصل.
[4751]:في الأصل: وفي في م: و.
[4752]:ساقطة من الأصل.
[4753]:من م ساقطة من الأصل.
[4754]:من م ساقطة من الأصل.
[4755]:في الأصل و م: تقدم.