تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّوۡرَىٰةُ وَٱلۡإِنجِيلُ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (65)

الآية 65 وقوله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم } قيل : وذلك أن اليهود قالوا : إن إبراهيم كان على ديننا اليهودية ، والنصارى ادعت أنه كان على دينهم ومذهبهم ليس على دين الإسلام ، فنزل قوله : { لم تحاجون في إبراهيم } [ صلوات الله عليه ؛ يعني في دين إبراهيم ]{[3923]} { وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده } يعني من بعد إبراهيم ؛ يعني أن التوراة والإنجيل إنما نزلا { من بعده } وأنتم له تشهدون ؛ يعني إبراهيم حتى تعلموا أنه كان على دينكم ، لم تقولون بالجهل : إنه كان على دينكم ؟ ويحتمل { وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده } أي إن التوراة والإنجيل إنما نزلا من بعد موته ، وكان فيهما أنه كان حنيفا مسلما { أفلا تعقلون } أنه { كان حنيفا مسلما } ؟ .


[3923]:في الأصل: صلوات الله عليه، في م: يعني في دين إبراهيم.