تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ} (27)

الآية 27 وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون } { بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } قيل : إنه{[17412]} نصحهم حيا وميّتا ، ولم يترك نصحهم لمكان ما عاملوه ، وفعلوا به من السوء وأنواع التعذيب . ولكن تمنّى ، وقال{[17413]} : { يا ليت قومي يعلمون } أي يكونون{[17414]} يعلمون ما [ أعطيت بالإيمان بربي ]{[17415]} والتصديق برسله ليُعطوا مثل ما أُعطيت{[17416]} .

وهكذا الواجب على كل مؤمن ألا يترك نُصحه لجملة المؤمنين ، وإن لحِقه منهم أذى أو سوء .

وقال قتادة : ولا يُلفى المؤمن إلا ناصحا ، ولا يلفى غاشًّا لما عاين من كرامة الله { يا ليت قومي يعلمون } تمنّى ، والله أعلم ، أن يعلم قومه ذلك ، اعلموا أن أهل الإيمان ليسوا بأهل غشّ أو بِغالة العبادة . وقال : قيل لروحه : { ادخل الجنة } فيتمنى روحُه أن يعلموا إلى ما صار هو ليؤمنوا بالرسل ، ولا يكذّبوهم .


[17412]:في الأصل وم: أنهم.
[17413]:في الأصل وم: أي.
[17414]:في الأصل وم: يكونوا.
[17415]:في الأصل وم: أعطي هو بالإيمان بربه.
[17416]:في الأصل وم: أعطي هو.