بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ} (27)

وقال ابن عباس : " أُلقي في البئر وهو الرس " كما قال { وأصحاب الرّس } [ ق : 12 ] وقال قتادة : قتلوه بالحجارة . وهو يقول : رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون . وقال مقاتل : أخذوه ووطؤوه ، تحت أقدامهم ، حتى خرجت أمعاؤه ، ثم ألقي في البئر ، وقتلوا الرسل الثلاثة . فلما ذهب بروح حبيب النجار إلى الجنة { قِيلَ } له { ادخل الجنة قَالَ يا ليت قَوْمِي يَعْلَمُونَ } وذلك حين دخلها ، وعاين ما فيها من النعيم ، تمنى أن يسلم قومه فقال : { قَالَ يا ليت قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبّي } بالذي غفر لي ربي . ويقال : بمغفرتي . ويقال : بماذا غفر لي ربي ؟ فلو علموا ، لآمنوا بالرسل .

ثم قال : { وَجَعَلَنِي مِنَ المكرمين } أي : الموحدين في الجنة . نصح لهم في حياته ، وبعد وفاته .