فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ} (27)

" وما " في { بِمَا غَفَرَ لِى } هي المصدرية : أي بغفران ربي ، وقيل : هي الموصولة : أي بالذي غفر لي ربي ، والعائد محذوف : أي غفره لي ربي ، واستضعف هذا ؛ لأنه لا معنى لتمنيه أن يعلم قومه بذنوبه المغفورة ، وليس المراد : إلاّ التمني منه بأن يعلم قومه بغفران ربه له . وقال الفراء : إنها استفهامية بمعنى : التعجب ، كأنه قال : بأيّ شيء غفر لي ربي . قال الكسائي : لو صح هذا لقال " بم " من غير ألف . ويجاب عنه بأنه قد ورد في لغة العرب إثباتها ، وإن كان مكسوراً بالنسبة إلى حذفها ، ومنه قول الشاعر :

على ما قام يشتمني لئيم *** كخنزير تمرغ في دمان

وفي معنى تمنيه قولان : أحدهما : أنه تمنى أن يعلموا بحاله ؛ ليعلموا حسن مآله ، وحميد عاقبته إرغاماً لهم . وقيل : إنه تمنى أن يعلموا بذلك ؛ ليؤمنوا مثل إيمانه ، فيصيروا إلى مثل حاله .

/خ27