تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٞ وَغَسَّاقٞ} (57)

قوله تعالى : { هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } : كأن الملائكة يقولون إذا أدخلوا جهنم ، وألقوا فيها : { هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } والحميم ، هو الشراب الذي انتهى حره غايته ونهايته ، والغساق اختلفوا فيه :

قال بعضهم : هو ما يسيل من الصديد والقيح واللحم ، جعل ذلك شرابهم في النار .

وقال بعضهم : الغساق ، هو الزمهرير ، والرمهرير ، هو البرد الذي بلغ غايته ونهايته ؛ يحرق بشدة برده كما يحرق الحميم الذي بلغ نهايته شدة حره ، والله أعلم .

قال القتبي : الغساق ما يسيل من جلود أهل النار ولحومهم من الصديد ؛ يقال : غسقت منه ، أي سألت ، ويقال : هو البارد المنتن . وكذلك قال أبو عوسجة .