الآية 13 وقوله تعالى : { تلك حدود الله } قيل : فرائض الله التي أمركم بها من قسمة الميراث ، وتحتمل { حدود الله } ما حد لنا حتى لا تجوز مجاوزتها لا لما فهم من حد الخلق ، كيف فهم من قوله : { ثم استوى على العرش } ( الأعراف 54 و . . . ) { ثم استوى إلى السماء } ( البقرة 29 ) ما فهم من استواء الخلق فإذا لم يفهم من حدود الله ما فهم من حد الخلق لم يجز أن يفهم من استواء الله ما يفهم من استواء الخلق ، كذلك لا يفهم من رؤية الرب ما يفهم من رؤية المخلوق ، ولا يفهم من مجيئه مجيء الخلق ، ولا من نزوله نزول الخلق على ما لم يفهم من قوله تعالى : { تلك حدود الله } حدود الخلق : أنه{[5006]} لا فرق بين هذا وبين الأول .
وقوله تعالى : { تلك حدود الله } يحتمل وجهين :
احدهما : أوامره ونواهيه وما حرم وأحل .
والثاني{[5007]} : حدود شيء من ذلك فيرجع تأويل الأول إلى نفس العبادات والثاني إلى نهايات العابدات .
والمعروف من الحدود التي تنسب إلى الخلق وجهان :
أحدهما : نهاية المنسوب إليه وذلك حق حد الأعيان .
( والثاني : الأثر ){[5008]} الذي يضاف إليه ، وذلك حد الصفات ، أن{[5009]} يقال : حد الفعل كذا وحد البصر والسمع يراد به الأثر الذي به يعرف ، أو هنالك ما ذكر ثم لم تكن الحدود التي أضيف إلى الله سبحانه وتعالى على حد واحد من الوجهين اللذين يضافان{[5010]} إلى الخلق ، إذ قد ثبت بضرورة العقل وحجج السمع تعاليه عن المعاني التي هن معاني خلقه ، فعلى ذلك ما أضيف من طريق العقل من الاستواء والمجيء والرؤية لم يجز في ذلك تصوير المعنى في إضافة ذلك إلى الخلق يكون بما في ضرورة العقل والسمع جلاله وكبرياؤه عن ذلك المعنى ، وبالله العصمة .
وقوله تعالى : { ومن يطع الله ورسله } قيل : { ومن يطع الله } في أداء فرائضه وسنة رسوله { يدخله جنات تجري } إلى آخر ما ذكر وقيل : { ومن يطع الله } في ما أمر ونهى وأطاع رسوله في أمره ونهيه فله ما ذكر ، وقيل : إذا أطاع الله فقد أطاع رسوله وإذا أطاع رسوله فقد أطاع الله تعالى وهو واحد ، كقوله : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } ( النساء 80 ) .
وقوله تعالى : { ومن يطع الله } تعالى في ما أمر ونهى وحرم وأحل { ورسوله } في منا بلغ وبين وقيل : ذا{[5011]} ليس بتفريق لكن من الذي يطيع الله هو الذي يطيع رسوله لأنه إلى طاعة الله دعاه ( وفي عبادته رغبه ) {[5012]} ، فتكون طاعته كقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } ( النساء 80 ) وكقوله سبحانه : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني } ( آل عمران 31 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.