غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (13)

11

ثم أكد الوعيد بالترغيب والترهيب فقال : { تلك حدود الله } وهو إشارة إلى جميع ما ذكر في السورة من أحكام اليتامى والوصايا والمواريث وغيرها ، وهي الشرائع التي لا يجوز للمكلف أن يتجاوزها ويتخطاها إلى ما ليس له بحق . وقوله : { ومن يطع الله } { ومن يعص الله } عام في هذه التكاليف وفي غيرها ، كما أن الوالد يقبل على ولده ويؤدبه في أمر مخصوص ، ثم يقول احذر مخالفتي ويكون مقصوده منعه من معصيته في جميع الأمور . وإنما قيل : { يدخله } و { خالدين } حملاً على لفظ " من " ومعناه . وانتصب { خالدين } و { خالداً } على الحال . ولا يجوز أن يكونا صفتين ل { جنات } و { ناراً } لأنهم جريا على غير من هماله ، فكان يلزم حينئذٍ أن يقال : خالدين هم فيها وخالداً هو فيها .

/خ22