تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

الآية 75 وقوله عز وجل : { وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ } [ قيل : مُحدِقين حول العرش ]{[18127]} .

وقوله عز وجل : { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } قال بعض أهل التأويل : بأمر ربهم . لكن التسبيح [ عندنا ]{[18128]} بحمد ربهم ، هو أن يسبّحوا بثناء ربهم وحمده ، أي يبرّؤوه ، وينزّهوه عن جميع معاني الخلق ؛ بثناء وحمد يحمدونه ، ويثنون عليه على ما ذكرنا في غير موضع ، والله أعلم .

وقوله عز وجل : { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ } قيل : بين الأمم والرسل ، وقيل : بين الخلائق كلهم .

وجائز أن يكون قوله [ { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ } أي بين المؤمنين وأعدائهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى ]{[18129]} : { وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قال الحسن : فتح الله نعمه في الدنيا بالحمد له ، وهو قوله عز وجل : { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض } الآية [ الأنعام : 1 ] وقوله عز وجل : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } الآية [ الكهف : 1 ] وغير ذلك من الآيات ، وختم نعمه في الآخرة بالحمد له حين{[18130]} قال عز وجل : { الحمد لله رب العالمينٍ } [ الفاتحة : 1 ] وقال{[18131]} عز وجل : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } [ يونس : 10 ] والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الطاهرين [ أجمعين ]{[18132]} .


[18127]:من م، ساقطة من الأصل.
[18128]:ساقطة من الأصل وم.
[18129]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[18130]:في الأصل وم: حيث.
[18131]:في الأصل وم: وقوله.
[18132]:من م، ساقطة من الأصل.