الآية 10 وقوله تعالى : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } يحتمل قوله : { وما اختلفتم فيه من شيء فحُكمه إلى الله } وجوها :
والثاني : في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإن كان اختلافهم في القرآن فقوله : { فحكمه إلى الله } في ما أقام من الحُجج والبراهين أنه من الله ، ومن عنده جاء حين{[18674]} عجِزوا عن إتيان مثله أو مقابلة شيء يوازيه .
وإن كان اختلافهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أنه رسول ]{[18675]} أو ليس برسول ، فقد أقام من الدلائل والبراهين ما يدل على رسالته ونبوّته سمعيات وعقليات ما لا يتعرّض لردّها إلا من كابر عقله ، وعاند لبّه .
وكذلك لو كان اختلافهم في الدين فقد أقام ما يعلم كل ذي عقل ولبٍّ أنه هو الصواب ، وأن غيره من الأديان ليس بحق .
وقال بعض أهل التأويل في قوله : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } أي إلى كتاب الله كقوله : { فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول } [ النساء : 59 ] أي إلى كتاب الله .
لكن هذا لا يصح لأن قوله : { فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول } إنما هو في المؤمنين إذا وقع بينهم الاختلاف في شيء من الأحكام يرد ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وأما قوله تعالى : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } إنما هو مُحاجّة الكفرة ، فهو من غير ذلك المعنى ، إذ هم لا يعتقدون كونه حجة ، وإنما يُرجع إلى دليل آخر عقلي .
وقوله تعالى : { ذلكم الله ربي } أي ذلك الذي يفعل هذا هو ربي { عليه توكّلت } في كل أمري { وإليه أُنيب } بالطاعة .
ويحتمل أن يكون اختلافهم الذي ذكر ، هو اختلافهم في الله تعالى كقوله : { والذين يُحاجّون في الله } [ الشورى : 16 ] وقوله تعالى : { ذلكم الله ربي } أي ذلكم الذي اختلفتم فيه هو ربي { عليه توكّلت } أي عليه اعتمدت { وإليه أنيب } أي إليه أرجع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.