الآية 19 وقوله تعالى : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهِدوا خلقهم ستُكتب شهادتهم ويُسألون } فإن قيل : كيف سفّههم في جعلهم عباد الرحمن إناثا ، وقد جعل الله من عباده إناثا ؟ لماذا عاتبهم على ذلك ؟ قيل عن هذا وجهان{[18899]} :
أحدهما : إنما سفّههم ، وعاتبهم ، لشهادتهم على الله سبحانه وتعالى أنه جعل الملائكة إناثا ، وهم [ لم ]{[18900]} يشاهدوها ، ولا يؤمنون بالرسل عليهم السلام حتى يقع لهم العلم والخبر بذلك بقول الرسول ، والله أعلم .
والثاني : إن الله تعالى وصف ملائكته بأنهم لا يفترون عن عبادته ، وأنهم { لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون } [ الأنبياء : 19 ] وأنهم مطيعون لله تعالى على الدوام بحيث لا يرد منهم عصيان طرفة عين على ما نطق بذلك الكتاب . فهم إذا قالوا : إنهم إناث وصفوهم بالضعف والعجز ، فلا يتهيأ لهن القيام بما ذكروا ، والله أعلم .
ثم قوله عز وجل : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } وقوله : { ويجعلون لله البنات } [ النحل : 57 ] وقوله : { ويجعلون لله ما يكرهون } [ النحل : 62 ] ليس على حقيقة الجعل ، ولكن على الوصف له والقول ، أي قالوا : إن الملائكة بنات الله ، ووصفوا لهم بما ذكر ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.