تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

الآيتان 3 و4 و5 وقوله تعالى : { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } { وفي خلقكم وما يبُثّ من دابة آيات لقوم يوقنون } { واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون } ونحو ذلك ، يخرّج ذكر الآيات لهؤلاء [ على ]{[19176]} وجوه :

أحدها : أن يكون ما ذكر من الآيات لهؤلاء آيات على أعدائهم ، يحتجّون بها عليهم ، فتكون هي آيات على أعدائهم .

والثاني : أن منفعة هذه الآيات تُجعل لهؤلاء ، وهم المنتفِعون بها ، أعني متّبعيها دون من ترك اتّباعها .

والثالث : هنّ آيات لمن اعتقد اتباع الآيات والإيقان بها ، وهم المؤمنون .

فأما من اعتقد ردّها وترك الاتّباع لها فليست هي آيات لهم ، والله أعلم .

وقد ذكرنا في غير موضع جهة الآيات في ما ذكر من السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار وإنزال الماء من السماء وإحياء الأرض به وإخراج ما أخرج منها . في ذلك آيات هيبته وآيات وحدانيته وآيات قُدرته وسلطانه وآيات عِلمه وتدبيره وآيات حكمته وغير ذلك ما يطول الكتاب بذكرها ، والله الموفّق .


[19176]:ساقطة من الأصل وم.