تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلۡحِنثِ ٱلۡعَظِيمِ} (46)

الآية 46 وقوله تعالى : { وكانوا يصرون على الحنث العظيم } اختلفوا فيه . قال بعضهم : { وكانوا يصرون على الحنث العظيم } أي على الإثم العظيم ، وهو الشرك . وقيل : الحنث العظيم : [ الحنث هو الكبائر ، والعظيم هو الإصرار والإدامة ]{[20469]} .

وقال بعضهم : يصرون على أنفسهم : يقسمون ، ويحنثون فيه كقوله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } [ النحل : 38 ] أقسموا أنهم لا يبعثون ، فحنثوا في ذلك ، لأنه تعالى أخبر أنهم يبعثون حين{[20470]} قال : { بلى وعدا عليه حقا } [ النحل : 38 ] .

ويحتمل أن يكون قسمهم ما ذكر : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } [ الأنعام : 109 ] وقوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم ندير ليكونن أهدى من إحدى الأمم } [ فاطر : 42 ] وقد جاءهم الندير ، فلم يكونوا أهدى ، وجاءتهم الآيات ، فلم يؤمنوا بها ، فحنثوا فيها .

فإن كان قسمهم بأنهم لا يبعثون حنثوا حين فراغهم من اليمين لأنهم أيسوا من ذلك

وفيه دلالة صحة مذهب أصحابنا : إن من حلف يلمس السماء فإنه{[20471]} يحنث عند فراغه من اليمين .


[20469]:في الأصل و م: الكبائر و الإصرار هو الإدامة
[20470]:في الأصل و م: حيث.
[20471]:في الأصل و م: أنه.