الآية 131 وقوله تعالى : { ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم } يحتمل قوله تعالى : { ذلك } ما تقدم من قوله تعالى : { يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس } [ الأنعام : 128 ] وقوله تعالى : { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا } [ الأنعام : 130 ] ونحوهما{[7770]} من الآيات التي ذكر فيها العتاب .
ويحتمل { ذلك } إشارة إلى الهلاك الذي كان بالأمم الخالية أن لم يكن يهلك القرى بظلم ، ظلموا أنفسهم ، وإهلاك تعذيب واستئصال إلا بعد تقدم الوعيد لهم في ذلك وسؤال{[7771]} ، كان منهم بالعذاب ، ولا يهلك أيضا { وأهلها غافلون } عن الظلم والعصيان ، لا أنه لا يسع ، ولكن سنة فيهم ألا يهلك إلا بعد تقدم ما ذكرنا لئلا يحتجوا { فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين } [ القصص : 47 ] .
وإن لم يكن لهم الاحتجاج بذلك ، لما مكن لهم ، وركب فيهم ما به يعرفون أنه لم يخلقهم ليتركهم سدى ، ولكن خلقهم لعاقبة . لكن سنته قد خلت في الأمم الماضية ألا يهلك قوما إهلاك تعذيب واستئصال إلا بعد ما سبق منه وعيد وإنذار والعلم لهم بالظلم ، وظهور العناد منهم والمكابرة والسؤال بالعذاب سؤال تعنت . وذلك منه فضل ورحمة لأنه لا يسع ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.