والإشارة بقوله : { ذلك } إلى شهادتهم على أنفسهم أو إلى إرسال الرسل إليهم . وأن في { أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ القرى } هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف .
والمعنى : ذلك أن الشأن { لم يكن ربك مهلك القرى } ، أو هي المصدرية ، والباء في { بِظُلْمٍ } سببية ، أي لم أكن أهلك القرى بسبب ظلم من يظلم منهم ، والحال أن أهلها غافلون ، لم يرسل الله إليهم رسولاً . والمعنى : أن الله أرسل الرسل إلى عباده ؛ لأنه لا يهلك من عصاه بالكفر من القرى ، والحال أنهم غافلون عن الأعذار والإنذار بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، بل إنما يهلكهم بعد إرسال الرسل إليهم ، وارتفاع الغفلة عنهم بإنذار الأنبياء لهم : { وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولاً } ؛ وقيل المعنى : ما كان الله مهلك أهل القرى بظلم منه ، فهو سبحانه يتعالى عن الظلم ، بل إنما يهلكهم بعد أن يستحقوا ذلك وترتفع الغفلة عنهم بإرسال الأنبياء ؛ وقيل المعنى : أن الله لا يهلك أهل القرى بسبب ظلم من يظلم منهم مع كون الآخرين غافلين عن ذلك ، فهو مثل قوله : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَة وِزْرَ أخرى } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.