وقوله : { ذلك أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ }
إن شئت جعلت ( ذلك ) في موضع نصب ، وجعلت ( أن ) مما يصلح فيه الخافض فإذا حذفته كانت نصبا .
يريد : فعل ذلك أن لم يكن مهلك القرى . وإن شئت جعلت ( ذلك ) رفعا على الاستئناف إن لم يظهر الفعل . ومثله : { ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَدَاكَ } و{ ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } . ومثله : { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّى لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } ، و{ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهُ مُوهِنُ كَيْد الْكَافِرِينَ } الرفع والنصب فيه كله جائز .
وقوله : { مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غَافِلُونَ } يقول : لم يكن ليهلكهم بظلمهم وهم غافلون لَما يأتهم رسول ولا حُجَّة .
وقوله في هود : { وَما كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ } يقول : لم يكن ليهلكهم بظلمهم ، يقول : بشركهم ( وأهلها مصلحون ) يتعاطَون الحقَّ فيما بينهم .
هكذا جاء التفسير . وفيها وجه - وهو أحبّ إلىّ من ذا ؛ لأن الشرك أعظم الذنوب - والمعنى والله أعلم : لم يكن ليهلكهم بظلم منه وهم مصلحون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.