الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ذَٰلِكَ أَن لَّمۡ يَكُن رَّبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا غَٰفِلُونَ} (131)

قوله : { ذلك أَن لَّمْ يَكُنْ }[ الأنعام :131 ] ، أي : ذلك الأمر ، و{ القرى } : المُدُن ، والمراد : أهل القرى ، و{ بِظُلْمٍ } : يحتمل معنيين :

أحدهما : أنه لم يكُنْ سبحانه لِيُهْلِكَهم دون نِذَارة ، فيكون ظُلْماً لهم ، واللَّه تعالى ليس بظلاَّم للعبيد .

والآخر : أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ لم يُهْلِكْهم بظلمٍ واقعٍ منهم دون أنْ ينذرهم ، وهذا هو البيِّن القويُّ ، وذكر الطبري ( رحمه اللَّه ) التأويلين .