الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ أَن لَّمۡ يَكُن رَّبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا غَٰفِلُونَ} (131)

قوله : { ذلك أن لم يكن ربك ( مهلك ){[21887]} القرى ( بظلم ){[21888]} } إلى{[21889]} { ( يعلمون ){[21890]} } [ الآيتان : 132 و133 ] .

{ ذلك } في موضع رفع{[21891]} على معنى : الأمر ذلك ، هذا مذهب سيبويه{[21892]} . وهو عند الفراء في موضع نصب ، ( المعنى : فعل ){[21893]} ذلك{[21894]} .

والمعنى : لم يكن ربك{[21895]} – يا محمد – مهلك القرى بشرك من أشرك وأهل القرى غافلون عن شرك من أشرك ، فمعنى{[21896]} { بظلم } : بشرك قوم آخرين فيهم{[21897]} ، وهذا مثل : { ولا تزر وازرة وزر أخرى }{[21898]} .

وقيل : المعنى : لم يكن الله يعاجل قوما بالعقوبة قبل أن يرسل إليهم الرسل ، ولم يكن بالذي يأخذهم غفلة ، [ فيقولوا ]{[21899]} : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، فيظلمهم{[21900]} .


[21887]:ساقطة من د.
[21888]:ساقطة من ب.
[21889]:ب د: الآية إلى.
[21890]:ب د: يعلمون.
[21891]:(بمعنى الابتداء، كأنه قال: ذلك كذلك) تفسير الطبري 12/125.
[21892]:انظر: الكتاب 1/141، وذكر الزجاج في معانيه 2/292، والنحاس في إعرابه 1/580، ولم يذكر مكي في إعرابه 270، و271 سيبويه.
[21893]:ب د: على معنى.
[21894]:انظر: معانيه 1/355، وذكره الطبري في تفسيره 12/125، والنحاس في إعرابه 1/580، ومكي في إعرابه 271.
[21895]:د: ريك.
[21896]:ب: بمعنى.
[21897]:انظر: تفسير الطبري 12/124.
[21898]:فاطر الآية 18. وانظر: أحكام القرطبي 7/87.
[21899]:الظاهر من الخرم في (أ) أنها: فيقول.
[21900]:ب: فبظلمهم. وانظر: تفسير الطبري 12/124.