تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

الآية 43 وقوله تعالى : { يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون } قرئ بنصب النون وجزم الصادر ، وهم اسم العلامة كالعرض وأشباهه . وقرئ بضم [ فسكون ] {[22130]}وهم اسم للضم .

فإن كان على العلامة ، فمعناه أنهم يسارعون في ذلك الوقت على إجابة الداعي مسارعة من يسرع في هذه الدنيا إلى العرض والعلامة المنصوبة . كذا قال بعض أهل التأويل .

وذكر عن الكلبي : { إلى نصب يوفضون } إلى علم يسعون . وقال قتادة : إلى علم يستبقون ، وعن مجاهد : إلى علم ينطلقون .

فإن كان على الثاني فمعناه أنهم يسرعون إلى إجابة الداعي في ذلك كسرعتهم إلى عبادة النصب عند خوفهم فوت عبادتها وعند اجتماع عبّادها [ عندما يبتدرون ]{[22131]} نصبهم حتى يستلموها .

ومنهم من ذكر أن النصب يرفع النون والصاد ، هي الأعراض التي يستبقون إليها . ومن تأول هذا فهو يجعل النصب ههنا جمع النصب .

وقوله تعالى : { يوفضون } أي يسرعون . وقال الحسن : أي يرملون ، وهما واحد ، لأن الإسراع في الرمل موجود .


[22130]:ساقطة من الأصل وم، انظر معجم القراءات القرآنية ج 225/7و 226.
[22131]:في الأصل وم: عندهما لو يبتردون.