وقوله تعالى : ( أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ) قيل : يبتلون بالجهاد والغزو ، فيتخلفون عنه ، فيظهر بذلك نفاقهم وكفرهم ، وقيل : يبتلون بالشدة والجوع ، فيظهر أيضا بذلك نفاقهم كقوله : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه ) وقيل : ( يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ) ذلك[ في الأصل وم : وذلك ] أنهم كانوا إذا خلوا تكلموا بالكفر في ما بينهم ، ثم إذا أتوا النبي أخبرهم بما تكلموا به في الخلوة ، فيضحكون .
بذلك افتتانه إياهم وابتلاؤه لهم ؛ كان يظهر بما ذكر نفاقهم مرة في الجهاد في سبيل الله ومرة بالشدة والخوف ومرة بما يُطلع الله نبيه [ على ما ][ في الأصل وم : فما ] يضمرون ، ويتكلمون به .
وتحتمل هذه الآية الوجوه الثلاثة : الجهاد معه والابتلاء بالشدائد والإفزاع . وتحتمل إظهار الأسرار التي أسروا في أنفسهم والافتضاح مما أخفوا . فإن[ في الأصل وم : لكن ] كان هذا فذلك مما يكثر منه ؛ أعني كتمان النفاق وإسرار الخلاف لهم ، [ وإن كان ][ في الأصل وم : لكن ] ذكر المرة والمرتين يرجع [ إلى ][ في الأصل وم : بما ] الافتضاح والإظهار فذلك يحتمل أن يكون في العام مرة أو مرتين .
وقوله تعالى : ( ثُمَّ لا يَتُوبُونَ ) عن نفاقهم ( وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) ما[ في الأصل وم : بما ] ما ابتلوا من الافتضاح وظهور النفاق منهم ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.