وقوله تعالى : ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ) قد ذكرنا الوجه في الحروف المقطعات في صدر الكتاب .
وقوله تعالى : ( تلك آيات الكتاب الحكيم ) قال بعضهم : ( الحكيم ) هو الله ؛ كأنه قال : الكتاب آيات الله . وقال بعضهم ( الحكيم ) هو صفة القرآن . والكتاب يحتمل وجهين :
أحدهما[ في الأصل وم : يحتمل ] : أنه : سماه حكيما فعيلا بمعنى أنه محكم . وجائز تسمية المفعول باسم الفعيل نحو قتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح ونحو ذلك : فيه الحلال والحرام والأمر والنهي ، أو محكم متقن مبرء[ في الأصل وم : مبرم ] من الباطل والكذب والاختلاف . وهو ما وصفه تعالى : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه )الآية[ فصلت : 42 ] .
والثاني : [ أنه سماه ][ ساقطة من الأصل وم ] حكيما لما أن من تأمل فيه ، ونظر ، وفهم ما أودع فيه ، وأدرج ، صار حكيما ، وهو ما وصفه تعالى ، وسماه مجيدا[ إشارة إلى قوله تعالى ( بل هو قرآن مجيد )[ البروج : 21 ] وقوله ( ق والقرآن المجيد )[ ق : 1 ] ] : أي من تأمله ، ونظر فيه ، صار مجيدا شريفا . والحكيم هو المصيب في الحقيقة إن كان صفة القرآن وصفة الله[ ساقطة من م ] ؛ فهو حكيم واضع كل شيء موضعه . فإن كان صفة القرآن فهو كذلك أيضا واضع كل شيء موضعه .
وقوله تعالى : ( آيات ) يحتمل آيات الكتاب المعروف ، ويحتمل الحجج والبراهين أي حجج الكتاب المعروف ، ويحتمل الحجج والبراهين أي حجج الكتاب وبراهينه وأعلامه ، وقد تقدم ذكر الآيات في غير موضع والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.