تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (129)

وقوله تعالى : ( فإن تولوا ) أي أعرضوا [ عن ][ ساقطة من الأصل وم ] إجابتك ودعائك إياهم إلى الإيمان والتوحيد ( فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ ) أي يكفيني الله ( لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) .

ويحتمل قوله : ( فإن تولوا ) عنك ، وردوا إجابتك والطاعة لك والانقياد ، وهموا أن[ في الأصل وم : أي ] يكيدوك ، ويمكروا بك ( فقل حسبي الله لا إله إلى هو عليه توكلت ) أي على [ ما ][ من م ، ساقطة من الأصل ] وعدني من النصر والظفر ، توكلت أي اتكلت على وعده ، ووكلت أمري إلى الله .

ويحتمل وقوله ( فإن تولوا ) عن نصرتك ومعونتك على الأعداء ( فقل حسبي الله ) في النصر والمعونة على الأعداء ، ويكفيني عليهم . هذا في هذا[ ساقطة من م ] الموضع أقرب لأنه ذكر على إثر ذكر المنافقين .

ويحتمل ما ذكرنا من الإعراض عن التوحيد والإجابة له .

وقوله تعالى : ( وهو رب العرش العظيم ) قيل[ من م ، في الأص : أي كل ] : هو رب الملك العظيم ، أي كل ملك عند ملكه صغير ، ليس بملك فإن كان العرش هو السرير على ما قاله بعض أهل التأويل ، والله أعلم ، [ فالسرير هو ][ في الأصل وم : السرير ] الذي يكرم به الأخيار من الخلائق والأبرار منهم ، وقد ذكرنا [ ما فيه الكفاية ][ من م ، في الأصل : فيه ] في ما تقدم ، والله أعلم .