تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (78)

وقوله تعالى : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ) يحتمل هذا وجهين :

[ أحدهما ][ ساقطة من الأصل ] : أن قد علموا ( أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ) لكثرة ما يطلع رسوله على ما أسروا من الخلاف له وذكرهم السوء في رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والثاني : ( ألم يعلموا ) أي ألم يعلموا أن الله يعمل سرهم ونجواهم ويطلع[ الواو ساقطة من الأصل ] رسوله على سرهم ونجواهم ؟ فاتركوا الطعن في رسول الله ذكر السوء فيه والخلاف له .

وقوله تعالى : ( وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) أي غلاب الغيوب ، أو ( عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) بما يكون غائبا[ في الأصل : غائب ] عن الخلق وعلام[ في الأصل : وإلا ] ليس شيء يغيب عنه ما غاب عن الخلق وما لم يغب ، عنده بمحل واحد ، أو علام بما يكون أبدا في الأوقات التي يكون .

وفيه دلالة أنه لم يزل علاما لأن علم الغيب ما علم أنه يكون لا ما علم ، وهو كائن . دل أنه كان لم يزل عالما بما ذكرنا .