وقوله تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ ) قال بعضهم : أثابهم نفاقا بما بخلوا إلى يوم القيامة وقال بعضهم : أعقبهم الدوام على النفاق بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون . ينبغي للمسلم أن يجتنب الكذب والخلف في الوعد فإنه سبب النفاق ، أو نوع من النفاقز وعلى ذلك روي في الخبر : «أن اجتنبوا الكذب فإنه باب من النفاق ، وعليكم بالصدق فإنه باب من الإيمان »[ السيوطي في الدر المنثور 4/248 ] .
وفي بعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أربع من كن فيه كان منافقا : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر »[ البخاري 34 ] وفي بعضها : «وإذا ائتمن خان » .
فإن قيل : إن أولاد يعقوب ائتمنوا ، فخانوا ، وحدثوا ، فكذبوا ، بقولهم ( فأكله الذئب )[ يوسف : 17 ] ووعدوا فأخلفوا ، فنرى أنهم نافقوا ، قيل : ما روي أن من إذا حدث كذب في أمر الدين وأما الكذب في غير أمر الدين فإنه لا يوجب النفاق .
وفي الآية دلالة ألا ينص بالسؤال في شيء على غير طلب الخيرة في ذلك من الله .
ألا ترى أن ثعلبة [ بن حاطب الأنصاري ][ ساقطة من الأصل ] لما ألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السؤال أن يسأل ربه ليرزقه مالا فعل[ في الأصل : ففعل ] فأعقبه الله النفاق إلى يوم القيامة ؟ وأن[ في الأصل : ولأن ] أولاد يعقوب ، قد قدموا التوبة والإصلاح قبل صنيعهم الذي صنعوه على خوف منهم بما فعلوا ، فلم يصيروا منافقين ؟
وأصله أن اعتقاد الكذب واستحلال الخلاف لما عهدوا الخلف في الوعد هو الموجب للنفاق فإما نزل فعل الوفاء على غير استحلال منه فلا يوجب ما ذكر ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.