النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة العصر

مكية ، وفي إحدى الروايتين عن ابن عباس وقتادة أنها مدنية .

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى { والعَصْرِ } وهذا قَسَمٌ ، فيه قولان :

أحدهما : أن العصر الدهر ، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم .

الثاني : أنه العشي ما بين زوال الشمس وغروبها ، قاله الحسن وقتادة ، ومنه قول الشاعر :

تَرَوّحْ بنا يا عمرُو قد قصر العَصْرُ *** وفي الرَّوْحةِ الأُولى الغنيمةُ والأَجْرُ

وخصه بالقسم ؛ لأن فيه خواتيم الأعمال .

ويحتمل ثالثاً : أن يريد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لفضله بتجديد النبوة فيه .

وفيه رابع : أنه أراد صلاة العصر ، وهي الصلاة الوسطى ؛ لأنها أفضل الصلوات ، قاله مقاتل .