النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} (8)

{ ثم لتُسْأَلُنَّ يومَئذٍ عن النَّعيمِ } فيه سبعة أقاويل :

أحدها : الأمن والصحة ، قاله ابن مسعود ؛ وقال سعيد بن جبير : الصحة والفراغ ، للحديث .

الثاني : الإدراك بحواس السمع والبصر ، قاله ابن عباس .

الثالث : ملاذّ المأكول والمشروب ، قاله جابر بن عبد الله الأنصاري .

الرابع : أنه الغداء والعشاء ، قاله الحسن .

الخامس : هو ما أنعم الله عليكم بمحمد{[3330]} صلى الله عليه وسلم ، قاله محمد بن كعب .

السادس : عن تخفيف الشرائع وتيسير القرآن ، قاله الحسن أيضاً والمفضل .

السابع : ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ثم لتسألن يومئذٍ عن النَعيم } عن شبع البطون ، وبارد الماء ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم{[3331]} ، وهذا السؤال يعم المؤمن والكافر ، إلا أن سؤال المؤمن تبشير بأن جمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة ، وسؤال الكافر تقريع ؛ لأنه قابل نعيم الدنيا بالكفر والمعصية .

ويحتمل أن يكون ذلك تذكيراً بما أوتوه ، ليكون جزاء على ما قدموه .


[3330]:قال تعالى: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم.
[3331]:رواه الترمذي ببعض اختلاف في اللفظ.