النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (24)

قوله عز وجل : { ألم تَرَ كَيْفَ ضرب اللهُ مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ } في الكلمة الطيبة قولان :

أحدهما : أنها الإيمان ، قاله مجاهد وابن جريج .

الثاني : أنه عنى بها المؤمن نفسه ، قاله عطية العوفي والربيع بن أنس .

وفي الشجرة الطيبة قولان :

أحدهما : أنها النخلة ، وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر وأنس بن مالك{[1643]} .

الثاني : أنها شجرة في الجنة ، قاله ابن عباس .

وحكى ابن أبي طلحة عن ابن عباس أن الكلمة الطيبة : الإيمان ، والشجرة الطيبة : المؤمن .

{ أصلها ثابت } يعني في الأرض .

{ وفرعها في السماء } أي نحو السماء .


[1643]:أخرج الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقناع فيه رطب، فقال: "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها" قال: هي النخلة. "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار" قال: هي النخلة. "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها قرار" قال: هي الحنظل. وفي حديث ابن عمر: أن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المؤمن خبروني ما هي ـ ثم قال ـ هي النخلة. خرجه مالك في الموطأ من رواية ابن القاسم وذكر الغزنوى عنه عليه السلام قموله: مثل المؤمن كالنخلة أن صاحبته نفعك، وأن جالسته نفعك وأن شاورته نفعك كالنخلة كل شيء منها ينتفع به.